النفط مستقر مع تفادي منتجين وشركات تكرير أمريكية أسوأ مرحلة في عاصفة
ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة، لتعوض خسائر محدودة تكبدتها في الجلسة السابقة، إذ تهب عاصفة كبيرة على الأراضي الأمريكية متجاوزة قلب صناعة النفط الأمريكي في لويزيانا وتكساس دون أن تسبب خسائر واسعة النطاق لمصافي التكرير.
حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر تشرين الأول، والتي يحل أجلها يوم الجمعة، خمسة سنتات إلى 45.14 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:28 بتوقيت جرينتش، وتتجه صوب تحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 1.8 بالمئة. وصعدت عقود نوفمبر تشرين الأول الأكثر نشاطا سبعة سنتات إلى 45.67 دولار
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار سنت إلى 43.05 دولار للبرميل. ويتجه الخام القياسي للارتفاع 1.7 بالمئة هذا الأسبوع محققا مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.
لكن محللين يقولون إن المستثمرين يحولون مخاوفهم من توقف الإنتاج إلى تضرر الطلب.
وأوقف منتجون أمريكيون إنتاج 1.56 مليون برميل يوميا من النفط الخام، أو ما يعادل 83 بالمئة من إنتاج خليج المكسيك، بينما أوقفت نحو تسع مصاف نحو 2.9 مليون برميل يوميا من طاقة الإنتاج، أو ما يعادل 15 بالمئة من طاقة التكرير في الولايات المتحدة.
……….
الذهب يرتفع 1% بفضل تراجع الدولار وإشارات المركزي الأمريكي
ارتفع الذهب نحو واحد بالمئة يوم الجمعة، مع تراجع الدولار فيما تمسك المستثمرون بإشارات لسياسة تميل إلى التيسير النقدي صادرة عن جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.9 بالمئة إلى 1946.55 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0650 بتوقيت جرينتش بعد أن تراجع 1.3 بالمئة يوم الخميس. وربح الذهب نحو 0.4 بالمئة منذ بداية الأسبوع بعد خسائر تكبدها على مدى أسبوعين متتاليين. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.1 بالمئة إلى 1954.10 دولار.
حيث تقلبت الأسعار بين ارتفاع بنسبة واحد بالمئة وانخفاض بنسبة اثنين بالمئة يوم الخميس قبل كلمة باول وبعدها
ويستفيد الذهب عادة من أسعار الفائدة المنخفضة، إذ أنها تقلص تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا وتضغط على الدولار.
هذا وقد تراجع مؤشر الدولار 0.4 بالمئة مقابل منافسيه ويتجه صوب تسجيل أسوأ أداء أسبوعي في شهر، مما يقلص تكلفة الذهب للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى.
وألقى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكوك على تعافي الاقتصاد سريعا وحفز البنوك المركزية على خفض أسعار الفائدة وتيسير السياسة النقدية، مما ساعد الذهب على الارتفاع بنحو 28 بالمئة منذ بداية العام.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ربحت الفضة 1.3 بالمئة إلى 27.40 دولار للأوقية وتتجه صوب الارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 2.3 بالمئة.
وصعد البلاتين 0.4 بالمئة إلى 932.58 دولار بينما ارتفع البلاديوم 1.1 بالمئة إلى 2184.21 دولار.
………..
بلومبرج: السبب في انخفاض الذهب ليس جيروم باول، بل مستثمري السندات، هل يصعد الذهب؟
يتجه الذهب صوب انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي، وما دفعه للانخفاض هذا الأسبوع ليس طريقة تعامل البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) مع السياسة النقدية، مع استعداد الفيدرالي لترك التضخم يرتفع فوق الهدف المقرر له عند 2%.
قال جيروم باول، رئيس البنك المركزي الأمريكي، إن الفيدرالي سيسعى لجعل متوسط التضخم 2% على مدار الوقت، وتلك الخطوة تعني إطلاق الفيدرالي العنان للزيادات السعرية. وقال أيضًا: “لو استمر تراكم الضغوط التضخمية المبالغ فيها، أو ارتفعت توقعات التضخم فوق أهدافنا المُجمَع عليها،” لن يتردد البنك المركزي في اتخاذ قرار حاسم.
تذبذب سعر الذهب بعنف خلال يوم الخميس، مع متابعة المستثمرين للبث الحي لخطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ندوة، جاكسون هول، السنوية، التي تجمع محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية من حول العالم، في محاولة لاتخاذ إجراءات تخفف من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا.
تقبل الفيدرالي الارتفاع معدل التضخم، مصحوبًا بإبقاء المركزي الأمريكي معدل الفائدة عند مستويات قريبة من الصفر لفترة أطول، يجب أن يتسبب في دفع عوائد سندات الخزانة للهبوط على المدى المتوسط إلى الطويل، وهذا ما يدعم سعر الذهب،
في الآن ذاته، أقر الفيدرالي أنه لن سيتدخل في حال ارتفعت الضغوط التضخمية، يزيد من حالة الشك حول مدى ارتفاع توقعات تضخم لـ 10 سنوات.
يستطرد: “التعافي القوي والسريع في توقعات التضخم الأمريكية لـ 10 سنوات منذ منتصف مارس تواجه الآن خطر التوقف المفاجئ.” ويشرح: “تلك الأنباء سيئة بالنسبة للذهب (الذي ينمو في بيئة يرتفع فيها التضخم وتنخفض فيها معدلات الفائدة)، ولهذا كانت تعليقات الفيدرالي بالسماح للتضخم بالارتفاع هزيلة مقابل وضع التضخم المتوقع الحقيقي. ولا يعتقد المشاركون في سوق الذهب بجاهزية الفيدرالي لتحمل ارتفاع التضخم.”
قبيل الجلسة الأوروبية ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية لتسجل 1,947 دولار للأوقية. بعد انخفاضها 2.3% يوم الخميس مع حديث بأول.
وفكرة منح الفيدرالي إشارة السماح لارتفاع التضخم، وارتفاع التوظيف، وإبقاء معدل الفائدة منخفض، سيزيد من جاذبية الذهب على المدى الطويل.
بينما يقول إد مويا، من أوندا: “استمر الاقتصاد الأمريكي في أطول توسع له على الإطلاق، وفشل هذا في زيادة التضخم، لذا ينتاب الشك وول ستريت حول رؤية التضخم في أي وقت قريب، حتى بعد نهاية فيروس كورونا.”
لكن، لماذا يود الفيدرالي رفع التضخم؟
يضع البنك المركزي الأمريكي هدف معدل التضخم عند 2% منذ 2012، ولكن منذ ذلك الحين فشل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الوصول لهدف الفيدرالي، ليظل بمتوسط 1.4%.
ويود الفيدرالي رفع التضخم لأن: التضخم المنخفض يرغم معدلات الفائدة على البقاء منخفضة، بما يقلل من قدرة الفيدرالي على محاربة الانهيارات الاقتصادية، ويزيد من خطر تحول أي تراجع بسيط إلى تراجع عميق وطويل المدى.
يقول مويا: “يتعين على الفيدرالي زيادة المشتريات لدعم الاقتصاد، ولكنه لم يلمح بعد إلى هذا.” ويتابع مويا: “مسيرة الذهب نحو الأرقام القياسية ليست بعيدة المنال كلية، ولكن ربما يلزم بعض الوقت للوصول إلى هذه المستويات مرة أخرى.”